فهو يوم مثل كل يوم
أسهر فيه منتظرة الفجر
ولكنى فى هذ اليوم بكيت
بكيت مثلما لم أبك من قبل
لم تكن الدموع غزيرة
ولكنها كانت حارة…..موجعة …..ترهق العين كلما تساقطت الدمعة بعد الأخرى
لأنه لم يكن بكاء على فقد عزيز …… ولا على غدر صديق …… ولا على تعثر فى شئ …… ولا على ظلم أحد
لقد كان بكاء من نوع خاص
بكاء كلما تذكرت سببه ازداد ألمى ووجعى
لقد كنت أبكى على نفسى
أبكى عليها…….. وبحرارة
أشفق عليها وبشدة
أرجو اللهرجاء الذى انقطعت حيلته أن ينقذها ويهديها ويرح بالها
اجتمعت على فى هذا اليوم آلام عمرى كلها
وحاصرتنى جميعا
وعلى الرغم من قوة أحد هذه الآلام
الذى كان كفيلا وحده أن يخرج كل دموع عينى
إلا أن باقى الآلام ساندته ووقفت إلى جواره
حتى اعتصرتنى
فوجدت نفسى مغلولة الأيدى والأقدام
لا أقوى على الحركة
أو ربما أننى أرفض الحركة
وكل ما قوى بدنى الضعيف عليه حينها
أن ترك لسانى يشكو لله ما ألم به
تحت سيل من الدموع الحارة
فاللهوحده هو من يعلم عمق جرحى
و قسوة ألمى
وهو من بيده الدواء والشفاء
فما أصعب أن تتألم وتبكى
ويسألك من حولك عما بك
فتحكى ولا يفهمون
وتصف ولا يستشعرون
وتبكى ولا يرحمون
ولكن الأصعب
أن تنظر إلى نفسك فلا تعرفها
تتحس ملامحك فتشعر بالشفقة على هذا الوجه الضعيف
فتحاول أن تتكلم …. أن تنطق …. فتجد دموعك سبقتك وأخرست لسانك
فتبتلع الكلمات …….. ثم تجد بارقة من الأمل تسسلت داخلك
وبرد أصاب قلبك المنتحب
تكتشف أنك كنت دوما مع الله ، و أنك تخشاه و أن جل أمانيك فى الدنيا رضاه
فتشعر أنك أقوى من الألم
وتوقن بأن اللهلن ينساك
وتررد فى داخلك
الله
الله ربى
اللهربى