يحزّ في القلب الفراق وتحزن العين لما تراه من مناظر تقشعرّ لها الأبدان وتتغافى لها الأجفان لتعلق في صميم اللبّ البشري تاركة بصمات لا تمحوها الأيام ولا السنوات،حملت قلمي لأخطّ به هذه الكلمات علّها تقع في قلب القارىء والسامع فتصيب الهدف المنشود ألا وهو شجب العنف الذي نراه يتمادى بدون حدود،
فالعنف هو الغاز السامّ القاتل إذا انتشر قتل كلّ من استنشقه بدون عفوٍ أورحمة .إنّه آفة البشرية منذ الأزل ، وهي غريزة تلقائية إذا لم يملك صاحبها الضابط الديني والمانع التربوي الذي يمنعه من اقتراف مثل تلك الأعمال الهمجيّة لن يأبه بشيء ، وما قتلُ قابيل لهابيل إلاّ خير دليل ،
وما أتت الأديان والقيم والتشريعات القانونية إلا للحد ومنع مثل هذا العنف وبالتالي حماية الفرد والمجتمع وتوظيفه ايجابيا في مجالات الحياة المختلفة من عمل ، علم ، كتابة ،قراءة ، رياضة و علاقات اجتماعية ,وغيرها من الأمور الأخرى.
لذا علينا كأفراد صالحين نرجو رضا رب العالمين ، أن نزرع التسامح في أبنائنا كما أوصانا ديننا الحنيف حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم (سورة فصلت 34)( ويقول: (...وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا (سورة الفرقان 63). ويقول: (...وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة النور 22).. إلى غيرها وغيرها من آيات الذكر الحكيم التي تحثّ على التسامح والتآلف فيما بين البشر .وبما أننا نصبو إلى الارتقاء والشموخ بحضارة
وتربية مميّزة لنبني معًا مجتمعًا نفخر به كأفرادٍ طموحين, فيغدو الفرد يحيا بكرامة وسلام ، يحترم حقوق الإنسان ويعزها في مجتمعٍ يعمّه الأمن والأمان علينا أن نربي أبناءنا على التسامح والتآلف كما أمرنا رسولنا الكريم ليقودوا المركب ليرسي في بر الأمان .